responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 426

مولاه الظالمین

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن أولئك الذين يدّعون الولاية والقرب من الله والسير إليه، ويتحدثون عن المعاني المرتبطة بها، وربما يتوهمون أنها خاصة بهم، وأنهم أهلها، ولا ينافسهم أحد فيها.. لكنهم يقفون مع كل ظالم، ويسندون كل مستبد، ويشوهون طريق الله بذلك أعظم تشويه.

ثم سألتني عن حظ هؤلاء من ولاية الله، ونصيبهم من تهذيب أنفسهم، وهل أن سلوكهم ذلك لا يقدح في الولاية أو في الطريق إليها، أم أنه قادح من القوادح، ومثلب من المثالب التي لا يمكن العروج إلى الله بصحبتها.

وهذا سؤال وجيه وواقعي ومهم للغاية.. فالسلوك إلى الله يقتضي توضيح كل الحقائق، وبشفافية ووضوح، بعيدا عن جميع الأهواء، ومراعاة مشاعر أي كان؛ فالحق أحق أن يتبع، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾ [النساء: 135]

والحقائق التي تنص عليها المصادر المقدسة تدل على أن ولاية الله مرتبة رفيعة لا تُنال بالدعوى، وإنما بالمجاهدة والمكابدة ورياضة النفس والتزام الشريعة في كل الأحوال، وقد قال الله تعالى يصف المتقين: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63]، وقد وصفتهم الآية الكريمة بصفتين: الإيمان والتقوى.. وهما صفتان تعنيان التسليم والإذعان لكل الحقائق والقيم التي جاء بها الإسلام، ونصت عليها النصوص المقدسة.

ومثل ذلك ما ورد في تعريف الولاية في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست