ولذلك ذكر الله تعالى تثاقل
المنافقين عن الصلاة، وكسلهم في أدائها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ
قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
[النساء: 142]
ولهذا شاء الله تعالى ـ بحكمته في
رعاية خلقه ـ أن يكلفهم بصلاة الصبح في ذلك الوقت الذي يتكاسل فيه المتكاسلون، حتى
يتبين الصادقون في عزيمتهم من غيرهم، وقد قال رسول الله a: (إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو
يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا) ([642])
وذكر دور الشيطان في الدعوة
للكسل، فقال: (يعقد
الشّيطان على قافية رأس أحدكم([643]) ثلاث عقد إذا نام، بكلّ عقدة
يضرب عليك ليلا طويلا، فإذا استيقظ، فذكر الله، انحلّت عقدة. وإذا توضّأ، انحلّت
عنه عقدتان، فإذا صلّى انحلّت العقد. فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلّا أصبح خبيث
النّفس كسلان)([644])
وذكر a فضل بعض الشعائر التعبدية، لمشقتها على النفس، ودورها في مقاومة
الوهن والكسل، فقال: (ألا أدلّكم على ما يكفّر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات؟)
قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (إسباغ الوضوء في المكاره، وانتظار الصّلاة بعد
الصّلاة.. ما منكم من رجل يخرج من بيته فيصلّي مع الإمام ثمّ يجلس ينتظر الصّلاة
الأخرى إلّا والملائكة تقول: اللهمّ اغفر له، اللهمّ ارحمه) ([645])