اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 320
لك، قال: فرجع بها إلى منزله
وتفكر وبات ساهراً وقال: ما نصحته، فلعله استحيا مني فتركها لي فبكر إليه من الغد وقال:
عافاك الله، خذ مالك إليك فهو أطيب لقلبي، فاخذ منه ثلاثين ألفاً([485]).
هذه نماذج عن صفاء قلوب الصالحين
وصدقهم، وهم الذين ينبغي أن يكونوا أسوة لك، أما من عداهم ممن يعتبرون أنفسهم دهاة
وأذكياء، فسينالهم العقاب من حيث لا يشعرون، وأول ذلك العقاب دعوات أولئك الذين
ظلومهم وغشوهم، كما عبر الشاعر عن ذلك بقوله:
يا بائعاً بالغش أنت
مُعَرّض... لدعوة مظلوم إلى سامع الشكوى
فكل من حلال وارتدع عن محرم...
فلست على نار الجحيم غداً تقوى
ذلك أن الغش والخديعة أخطر أنواع
الظلم، فلذلك قد يدعو عليك من غششته أو خدعته، وأنت تظن أنك بعته بيعا شرعيا عن
تراض، وقد قال a: (ثلاثة
لا تردّ دعوتهم، الإمام العادل، والصّائم حتّى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله
دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء ويقول: بعزّتي، لأنصرنّك ولو بعد
حين) ([486])
هذه وصيتي إليك ـ أيها المريد
الصادق ـ فامتلئ بالصدق والإخلاص، وإياك والحيلة والدهاء، وما تؤدي إليه من المكر
والخداع إلا إذا كان في سبيل الحق ونصرته، ومواجهة الباطل وظلمه.