responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290

للغيبة، فقال: (انّ أصل الغيبة متنوّع بعشرة أنواع: شفاء غيظ ومساعدة قوم وتهمة وتصديق خبر بلا كشفه وسوء ظنّ وحسد وسخريّة وتعجّب وتبرّم وتزيّن.. فإن أردت السّلامة فاذكر الخالق لا المخلوق فيصير لك مكان الغيبة عبرة ومكان الإثم ثوابا) ([404])

وما ذكره الإمام الصادق يدل على أن الأمراض النفسية يؤدي بعضها إلى بعض، ويقوي بعضها بعضا.. فالحقد والحسد يدعو إلى الغيبة والنميمة، وهما يقويان الحقد والحسد، ويجذرانه في النفس..

ومثل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ مثل الشجرة التي تغذي أوراقها بالماء والأملاح المعدنية، فإذا ما قويت الورقة واشتدت غذت الشجرة بما تحتاجه من طاقة عبر التمثيل الضوئي.

أما الثمار التي يثمرانها، فكثيرة جدا، وأولها انشغال النفس عن وظائفها، وهربها من نقصها بتتبع نقص الآخرين، وإشاعتها للفساد عبر نشرها لأخباره، وإشاعتها للقطيعة عبر الإفساد الذي تهدم به عرى المجتمع.

ولذلك لا يمكن لمن يريد أن يزكي نفسه، ويطهرها، ويجعلها صالحة لسلوك الطريق المستقيم ألا يحيط علما بحدود هذين المثلبين، وكيفية علاجهما، حتى يحفظ أعماله وسلوكه، ويهيئ نفسه للمراتب العالية التي لا يرقى إليها إلا أصحاب القلوب السليمة، والألسنة الطاهرة، والنفوس المطمئنة.

ولذلك سأحدثك عن كل واحد منهما، وحدوده، وكيفية علاجه؛ فالعلم بالمثالب أول الطريق لعلاجها.. ورب نفوس صادقة لا تحتاج سوى معرفة حدود الشريعة لتلتزم بها، من غير أن مشقة ولا عناء.

 


[404] مصباح الشريعة، الباب التاسع والأربعون.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست