responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265

َلَمْحٍ بِالْبَصَرِ &﴾ [القمر: 50]

ولهذا، فإن أولئك الملاحدة الذين يحتقرون الأديان، ويسخرون من المتدينين، ويذكرون لهم أثناء سخريتهم سعة الكون، وكون الأرض لا تساوي بالنسبة له شيئا، وأنها أقل من أن تكون محل عناية إلهية.. لا يعرفون الله، ولا يعرفون أن المبدع العظيم لا يتخلى عن أي جزء في كونه، ولو كان صغيرا.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأورده لك من الأدوية التي تجعلك تنظر إلى الكون والأشياء والخلق والحقائق نظرة أخرى، مملوءة بالتقدير، لتضع كل شيء في محله الصحيح، وحينها لن تقع في هذا المثلب الخطير، ولا المثالب التي تتولد عنه.

العلاج المعرفي:

أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد الصادق ـ لحماية نفسك من الاستهزاء والسخرية والتحقير وكل ما يتولد عنها من جرائم هو أن تعلم أن مقادير الأشياء وحقائقها ومآلاتها بيد الله، لا بيدك..

وحين تنظر إلى الأشياء بهذا الاعتبار تصبح هينا لينا.. حتى عند سيرك على تراب الأرض، تخفف الوطء، ولا تسير مستكبرا ولا مستعليا عليه، لأن الذين استعلوا عليه صاروا يتمنون أن يكونوا مثله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ [النبأ: 40]

ولهذا وصف الله تعالى المؤمنين بالهون والتواضع عند سيرهم، فقال: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63]، ونهى عن ذلك المرح الذي يبديه المستكبرون المختالون، فقال: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء: 37]

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست