responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199

فيدخلها)([239])

واعلم بعد هذا ـ أيها المريد الصادق ـ أن الله يعاملك بما تعامل به غيرك؛ فإن رحمتهم رحمك، وإن عفوت عنهم عفا عنك، وإن أحسنت إليهم أحسن إليك، فلذلك أنت بين أن تعامل المخطئين بالرحمة، فيرحمك، أو تعاملهم بقسوة، فتعامل بمثل ذلك.. لأنك لا تخلو من معصية وخطيئة وذنب.. فاختر لنفسك، فلعل ذنوبك الباطنة أخطر من ذنوبهم الظاهرة، ولعل كبرك في التعامل معهم أخطر من كل ذنوبهم ومعاصيهم.

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا كل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ واستقرت معانيه في نفسك، امتلأت بالسلام والرحمة لكل الخلق، وتحققت فيك تلك المعاني النبيلة التي حكاها الله تعالى عن رسول الله a.. وكيف كان يحزن ويتألم لحال المعرضين، ويمتلئ شفقة عليهم، على الرغم من الأذى الشديد الذي كان يناله منهم.

لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ (الكهف: 6)، وقال: ﴿فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ (فاطر:8)، وقال: ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ (النحل:127)، وقال: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء:3)

فتعلم هذا الحزن الصادق الممتلئ بالرحمة من نبيك a.. فهو قدوتك وأسوتك.. وليس أولئك الغلاظ الشداد الذين نصبوا أنفسهم دعاة للخلق من غير إذن إلهي، ولا بصيرة إيمانية.. فراحوا يصرفون الناس عن الدين، وهم يظنون أنهم يدعونهم إليه.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنك لن ترتقي بنفسك إلى المقامات التي أتيحت لهم ما


[239] رواه البخاري 11/ 417، ومسلم رقم (2643)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست