responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196

أول علاج لهذا المثلب من مثالب النفس الأمارة ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم أن الهداية هبة إلهية، وفضل رباني، وأن الذي أعطاها يمكن أن يمنعها، وأن أولى الناس بالحرمان منها أولئك الذين يستكبرون بها، ولا يتواضعون لها.

فلذلك كان أدبك مع ربك، أن تترك عباده له؛ فكما هداك يمكن أن يهديهم، وكما أصلحك يمكن أن يصلحهم؛ فلم تتدخل بين ربك وعباده، وأنت لست سوى عبد من عباده، وليس لك من وظيفة معهم سوى النصيحة والبلاغ والدعوة، ثم تركهم بعد ذلك لله، إن رآهم أهلا للهداية هداهم، وإن رآهم لغير ذلك تركهم مع نفوسهم.

لقد قال الله تعالى ذلك.. لا لي.. ولا لك.. وإنما لرسول الله a.. ذلك السراج المنير الحريص على هداية الخلق.. لقد قال الله له: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (قّ:45)، وقال: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية:22)، وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (الأنعام:107)

وقد حصر القرآن الكريم دعوة الرسول a والذين معه على البلاغ، قال تعالى: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ (المائدة:99).. ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ﴾ (الشورى: 48)

ففي هذه الآيات تصريح بأن دور رسول الله a مقصور على التبليغ، وأنه أُرسل مبلغاً، ولم يُرسل حفيظاً عليهم، مسؤولاً عن إيمانهم وطاعتهم، حتى يمنعهم عن الإعراض، ويتعب نفسه لإقبالهم عليه؛ فإذا كان هذا حال رسول الله a ووظيفته، فكيف حالنا نحن؟

ولنفرض ـ أيها المريد الصادق ـ أنك لم تُكلف بالتبليغ فقط، وإنما كلفت بالهداية

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست