responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167

المنفق المخلص، لا تدري شماله ما أنفقت يمينه، بينما المنفق المرائي يملأ الدنيا صراخا بإنفاقه، ويسيء إلى كل من أنفق عليهم، ولهذا ورد النهي الشديد عن تلك الثمار السيئة التي ينبتها الرياء في أعمال المنفقين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 264]

وفي مقابلهم ذكر المؤمنين المخلصين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262]

ثم أعطى القاعدة المرتبطة بذلك، فقال: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: 263]

وهي تبين أن المنفق المرائي، وإن كان قد أحسن إلى المحتاجين بسد بعض حاجاتهم المادية إلا أنه ملأ قلوبهم وبواطنهم ألما قد يفوق بكثير ذلك الألم الذي كانوا يعانون منه قبل إنفاقه عليهم.

وفوق ذلك كله، فإن المرائي الذي يهتم بنظر الناس أكثر من اهتمامه بالله، سيجعل كل همه العمل وفق ما يحقق له ذلك الرضى الذي يبتغيه منهم، ولو في سخط الله، وهو ما يجعله سلبيا إمعة ليس له أي دور إيجابي في التغيير والتأثير والتطوير.

وقد أشار الإمام علي إلى ذلك بقوله: (ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحبّ أن يحمد في جميع أموره)([186])


[186] الكافي، ج 2 ص 295 رقم 8.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست