اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 12
وبما أن الرضا مرتبط بالمعارف،
فقد بحثنا في الجزء الخاص بهذه النفس تلك المعارف التي تملأ النفس بالرضا، وهي
معارف مرتبطة بحقائق الوجود الكبرى، وقد أطلقنا على هذا الجزء اسم [معارف النفس
الراضية]، وقصدنا من ذلك المعارف الذوقية التي هي ثمار للسلوك التخلقي.. فالتحقق
العرفاني ثمرة للسلوك الأخلاقي.
وقد حاولنا في هذا الجزء خصوصا
تبسيط تلك المعارف، واستعمال كل وسائل الإقناع المرتبط بها، وابتعدنا في نفس الوقت
عن كل تلك المصطلحات والمفاهيم الدخيلة على ما يطلق عليه [العرفان النظري] أو
[التصوف الفلسفي]
ولذلك كان هذا الجزء خاصا بهذا
النوع من العرفان، ولكن في صورته القرآنية النبوية بعيدا عن الغنوصيات والآثار
الأجنبية.
5. النفس المرضية: وهي التي أشار
إليها القرآن الكريم من غير تصريح عند ذكره للنفس المطمئنة، فقد ذكر لتلك النفس
مرتبتين أو صفتين: الراضية.. والمرضية، فقال: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: 28]، ثم عقب عليها بقوله: ﴿
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنتِي (30)﴾ [الفجر: 29، 30]
وقد فهمنا من خلال هذا الوصف،
والتعقيب الذي عقب به على أن النفس المرضية هي النفس التي أصبحت محلا لتنزل الكرامات
والفضل الإلهي في الدنيا والآخرة.. ولذلك خصصنا هذا الجزء المعنون بـ [مواهب النفس
المرضية] بما وفره الله تعالى من فضل للصالحين الذين جاهدوا نفوسهم في ذات الله
إلى أن استقامت لهم، وصلحت، وصارت محلا لكل أنواع الكرامة والمواهب.. وقد اعتبرنا
هذا من باب الحوافز على السير والسلوك.هذه هي أجزاء السلسلة الخمسة، وقد وضعنا في
كل جزء منها أربعين رسالة، يمكن
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 12