responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119

الله من دينه وحكمته ولا تسألن عمّالك عنده إلّا ما له عند نفسك، فإن تكن الدّنيا على ما وصفت لك فتحوّل إلى دار المستعتب، فلعمري لربّ حريص على أمر قد شقي به حين أتاه ولربّ كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 141]

وضرب مثلا للدنيا، فقال: (مثل الحريص على الدّنيا كمثل دودة القزّ كلّما ازدادت على نفسها لفّا كان أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّا)([119])

وقال الإمام الصادق: (إذا تخلّى المؤمن من الدّنيا سما ووجد حلاوة حبّ الله وكان عند أهل الدّنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حبّ الله فلم يشتغلوا بغيره)([120])

وقال: (جعل الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزّهد في الدّنيا، ولا يجد الرّجل حلاوة الإيمان في قلبه حتّى لا يبالي من أكل الدّنيا)([121])وقال: (من زهد في الدّنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدّنيا سالما إلى دار السّلام)([122]).

وهكذا اتفق جميع أئمة الهدى على وصف الدنيا بما سمعت.. فردد هذه العبارات ـ أيها المريد الصادق ـ وتأمل فيها، وعش معانيها، لتخرج حب الدنيا من قلبك؛ فلا يمكنك أن تسير إلى الله، أو تسلك سبيل الصديقين، وأنت موثوق في قيودها، مقيد بأغلالها.


[119] الكافي، ج2 ص 134.

[120] الكافي ج 2 ص 130

[121] الكافي، ج2 ص 128.

[122] الكافي، ج2 ص 128.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست