اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 110
يصومون
ويصلّون ويأخذون هنة من اللّيل فإذا عرض لهم من الدّنيا شيء وثبوا عليه)([102])
ويقول
في بعض خطبه: (المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين
أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليتزوّد العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه
لآخرته، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، فإن الدّنيا قد خلقت لكم وأنتم خلقتم
للآخرة، والّذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدّنيا من دار إلّا
الجنة أو النار)([103])
ولهذا يعتبر
رسول الله a (حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة)([104])،
ويتعجب من الذي يقضي كل عمره في اللهث خلفها، فيقول: (يا عجبا كلّ العجب للمصدّق
بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور)([105])
ويبين أن الغرض من الدنيا ـ مثلما
ذكر القرآن الكريم ـ هو الاختبار والابتلاء، وليس التثاقل إليها، أو الاطمئنان لما
فيها والصراع من أجله، قال a: (إن
الدّنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، إن بني إسرائيل لمّا
بسطت لهم الدّنيا ومهّدت تاهوا في الحلية والنساء والطيب والثياب)([106])
ويضرب رسول الله a بنفسه أروع المثل في الموقف من
الدنيا، والزهد فيها، فيقول: (ما لي وللدنيا؟! ما أنا والدنيا؟! إنما مثلي ومثل
الدنيا كراكب ظَلّ تحت شجرة، ثم راح