responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109

وعظاما قد نخرت فقال: هذه الدّنيا) ‌([97])

وما ذكره رسول الله a هو الحقيقة بعينها، وليست مجرد مثال، ذلك أن مآل كل زينة في الدنيا يتهالك عليها الناس إلى تلك الصورة التي ضربها رسول الله a مثلا للدنيا، فكل الثياب ستبلى، وكل الجمال سيذبل، وكل الطعام سيتحول إلى المزابل.

ولهذا يعتبر رسول الله a الدنيا لضآلتها وقلتها سجنا بالنسبة للمؤمن الذي تنتظره الجنات التي وسعت السموات والأرض، قال a: وقال a: (الدّنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)([98])

ويضرب المثل على ذلك بتلك الآلام التي يجدها المستغرقون في حب الدنيا، فيقول: (من أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شي‌ء، وألزم الله قلبه أربع خصال: همّا لا ينقطع عنه أبدا، وشغلا لا يتفرّغ منه أبدا، وفقرا لا ينال غناه أبدا، وأملا لا يبلغ منتهاه أبدا)([99])

ويعتبر أن كل شيء في الدنيا يحول بين المؤمن وتلك السعادة ملعون، فيقول: (الدّنيا ملعونة ملعون ما فيها إلّا ما كان للَّه منها)([100])

ويعتبر الدنيا والآخرة مثل الضرتين إذا أحب أحدهما أبغض الأخرى، فيقول: (من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته ومن أحبّ آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى)([101])

ويبين المصير الذي يصير إليه المتثاقلون إلى الدينا، فيقول: (ليجيئن أقوام يوم القيامة وأعمالهم كجبال تهامة فيؤمر بهم إلى النار، فقيل: يا رسول الله أ مصلّين؟ قال: نعم كانوا


[97] رواه ابن أبي الدنيا في الزهد والبيهقي في الشعب.

[98] الترمذي ج 9 ص 199.

[99] الطبراني في الأوسط وابن أبي الدنيا والحاكم.

[100] ابن ماجه رقم 4112، والترمذي ج 9 ص 198.

[101] الحاكم ج 4 ص 319.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست