responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

التثاقل إلى الدنيا

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الدنيا، وحقيقتها، والموقف منها، وهل هي محترمة لكونها دار أولياء الله.. أم هي مذمومة لكونها دار أعدائه؟.. وهل لذلك أثر في تقويم النفس وتعديلها وتربيتها؟.. أم أن ذلك من الفروع التي لا يحتاج إليها السالك لتزكية نفسه وترقيتها لتصبح أهلا لمنازل المقربين والصديقين؟

وكل أسئلتك التي سألتها محترمة وجيهة، والإجابة عليها واجبة، لأنها من الأسس التي يقوم عليها السلوك التحققي والتخلقي؛ فلا يمكن لمن يجهل الدنيا، وكيفية التعامل معها أن يسير السير الصحيح.

ولا تخف ـ أيها المريد الصادق ـ ولا تفزع، فلن أحدثك بأحاديث الأحبار والرهبان، ولن أجلب لك ما ذكره الزهاد والمنقطعون عن الدنيا، فأنا أعلم أنك لا ترغب في أن تخلط دين الله بدين البشر، ولا أن تجعل لك قدوة غير رسولك، وأئمة الهدى وورثة النبوة من بعده، أولئك الذين تمسكوا بالكتاب، ولم ينحرفوا عنه.

الدنيا والقرآن الكريم:

وأول من يجيبك على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ القرآن الكريم؛ فهو الكتاب الذي حوى حقائق الوجود بكل دقة، ولذلك كان أول مصدر تنكشف به الحقائق، وتُميز به عن الأهواء.. ومن أعرض عنه لن يصل إلى الحقيقة، ولو جمع جميع عقول أهل العالم.

وعند عودتنا للقرآن الكريم نجد الله تعالى يهون من شأن الدنيا، ويعتبرها دار غرور، وأن من انشغل بها انشغل عن الخير كله.. وليس ذلك ـ كما يتوهم المقصرون في فهم لغة القرآن الكريم وحقائقه ـ ذما للدنيا، أو احتقارا لها، فما خلق الله شيئا إلا لحكمة وغرض،

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست