responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240

صلى الله عليه وسلم لا أراها إلا الفأر وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي) [1]

وهذا التعليل السلفي المشوه لرسول الله a عجيب جدا، لأنه يتناقض مع كل تلك القيم التي دعا إليها لقرآن الكريم، وقد كان خلق رسول الله a القرآن.

وأولها تناقضه مع قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36]

ويتناقض مع قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]

ويتناقض مع كل تلك الأحاديث الصحيحة المتواترة، التي سبق ذكرها، والتي تبين أن رسول الله a لا يقول إلا حقا، ومنها قوله a في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله، إنى أسمع منك أشياء أفأكتبها؟ قال: نعم. قلت: فى الغضب والرضا؟ قال: (نعم، فإنى لا أقول فيهما إلا حقا)[2]

ومن الأحاديث التي رواها أبو هريرة، والتي ترتبط بعالم الحيوان ما حدث به عن رسول الله a أنه قال: (صوت الديك وضربه بجناحه ركوعه وسجوده)[3]

ومنها ذلك الحديث الذي يستشهد به السلفية في بيان فضائل أبي بكر وعمر، ونصه كما يرويه أبو هريرة، قال: صلى رسول الله a صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال: بينا رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنا خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله! بقرة تكلم؟ فقال: إني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر،


[1] فتح الباري 353/6.

[2] هذا الحديث ورواياته التالية في: أحمد (2/162) (6510) و(2/192) (6802). والدارمي (490) وأبو داود (3646)، وابن خزيمة (2280)، وغيرهم.

[3] العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (5/ 1760)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست