responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233

ومن أين جاء الخلل إلى هذا الحديث الذي ثبت أنه لا يمكن أن يكون حديثا من كلام رسول الله a؟ لعلي أستطيع الإجابة عن ذلك فيما بعد)

أبو هريرة.. وسلطة الشيطان:

كما استفاد السلفية من أحاديث أبي هريرة في تفسيرهم للكون والحياة ونحوهما،

استفادوا منه في معرفة العلاقة بين الشيطان والإنسان، والتي تضيف أشياء كثيرة جديدة إلى تلك المعاني التي وردت في القرآن الكريم.

ومن أحاديث أبي هريرة التي لها علاقة بهذا، كما أن لها علاقة بمواضع أخرى كثيرة ما رواه عن رسول الله a أنه قال: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه)[1]

وهذا حديث يذكره السلفية ليبينوا كرامة المسيح وأمه عليهما السلام، وينسون أنه يهين جميع الأنبياء، بل جميع البشر الذين لم يجعل الله للشيطان عليهم أي سبيل، كما قال الله تعالى مخبرا عن قدرات الشيطان، وعلى لسانه: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾ (ابراهيم:22)

وهكذا نرى القرآن الكريم يحصر تسلط الشيطان على الإنسان في الوسوسة وما يرتبط بها من التزيين والإغراء والترغيب والترهيب.. دون أن يكون لكل ذلك علاقة بجسد الإنسان، كما قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾ (النساء:120)، وقال تعالى: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:43) وقال تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ


[1] رواه أحمد (2/233، رقم 7182)، وابن أبى شيبة (6/288، رقم 31496)، ومسلم (4/1838 رقم 2366)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست