responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

أخرى ترتبط بالأبعاد بين الأفلاك المختلفة، والتي ورد في حديث أبي هريرة أنها خمسمائة سنة، من غير تحديد هل هي بمسير الأقدام، أم الإبل، أم الخيل، أم غيرها من وحدات القياس.

ومع أن هناك روايات أخرى ترتبط بتلك الأبعاد تختلف مع هذه الرواية، إلا أنهم استطاعوا بذكائهم الحاد أن يوفقوا بينها جميعا، وأن يحسبوا بدقة المسافة التي تبعد بها الأرض عن كل سماء من السموات السبع، بل حسبوا المسافة التي تبعد بها الأرض عن العرش نفسه.

فقد قال ابن القيم في حل ذلك الإشكال الذي يعرض من ناحية الاختلاف في الحساب بين الروايات: (..فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب اختلاف السير الواقع فيها، فسير البريد مثلاً يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيراً قاصداً في عشرين يوماً يقطعه البريد في ثلاثة، فحيث قدر النبي a بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد، وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب، فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته)[1]

وبناء على هذا فإن وحدة الحساب التي اعتمدها أبو هريرة في حديثه هي سير الإبل والركاب، كما ذكر ابن القيم.. ويمكن للرياضيين أن يعتمدوا ذلك، ليصلوا إلى التحديد الدقيق وفق الوحدات التي نستعملها في عصرنا الحاضر، وخاصة في علم الفلك الذي استغنى عن مسيرة الإنسان ومسيرة الراحلة بمسيرة الضوء..


[1] حاشية ابن القيم13/8.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست