responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 165

ذلك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وضع فسميه محمدا)[1]

وفي حديث آخر روي أنها حين حملت برسول الله a أتاها آت من ربها، فقال: (إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي: (أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، من كل بر عاهد وكل عبد رائد، يذود عنى ذائد، فإنه عند الحميد الماجد، حتى أراه قد أتى المشاهد)[2]

بل إن رسول الله a نفسه ذكر بعض ذلك، فقال مجيبا لمن سأله عن نفسه: (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام)[3]

لكنهم ـ بسبب ما لفقوه من وسائل لرد ما شاءوا من أحاديث ـ يمكنهم أن يتلاعبوا بأمثال هذه النصوص، فيذكرون أن في رواتها شيعة.. مع العلم أنهم في عصر الرواية لم يكن يقصد بالشيعة إلا من كان مع علي في صفين، أو كان مع ابنه الحسن، أو الحسن، أو كان مع أولئك الذين ثاروا على الفئية الباغية.

ولكن مع ذلك كان يمكنهم أن يقرؤوا قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ [التوبة: 28]، فإذا كانت نجاسة المشركين تحول بينهم وبين القرب من المسجد الحرام، فكيف تقبل العقول أن يكون الرحم الذي آوى رسول الله a أشهرا معدودات نجسا؟

وكيف تقبل العقول أن يكون أول لبن تغذى به رسول الله a نجسا؟

وليتهم أعملوا عقولهم، وأعملوا القياس الذي يعملونه لتفريق صف الأم.. فقد


[1] رواه ابن سعد، والبيهقي وغيرهما.

[2] رواه محمد بن إسحاق.

[3] رواه الحاكم وصححه والبيهقي.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست