responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142

ضربا) قال أبو هريرة: والله إن بالحجر ستة أو سبعة، ضرب موسى بالحجر[1].

ومع أن الرواية تخلو من أي حكم تربوي أو توجيهي، بل هي لم تزد سوى أن تسيء لنبي الله موسى u بتصويره عريانا يراه بنو إسرائيل أجمعون، وكل ذلك لتنفي عنه تلك الآفة الخلقية التي اتهموه بها، والتي فسر السلفية على أساسها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ [الأحزاب: 69]، وكأن بني إسرائيل لم يؤذوا موسى u إلا بتلك التهمة التي لا قيمة لها.

إلا أن السلفية انشغلوا بالدفاع عن هذه الرواية دفاع المستميت، بل وانشغلوا بتبديع كل منكر لها، وسأنقل هنا ـ باختصار ـ نموذجا عن ذلك الدفاع من رجل من عقلاء السلفية المعاصرين، لنعلم أنه يستحيل أن يجمع الإنسان بين العقل والسلفية.. لأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا.. فأول شرط لدخول المرء في عصبة السلفية أن يلقي بعقله في البحر.

والعاقل السلفي المعاصر هو د. الشريف حاتم بن عارف العوني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، فقد أجاب على سؤال أثاره بعض العقلانيين الممقوتين من السلفية، ونصه: (دعيت من أحد الأصدقاء لأنضم إلى جماعة إيمانية، كلامهم مبهر وجميل، لكن ما أثار شكوكي أنهم يشككون بحديث شريف، وهو الحديث الذي يتحدث عن موسى u عندما نزل ليغتسل في النهر، ووضع ثيابه على حجر ففر الحجر ليبرأ موسى من تهم بني إسرائيل، فأنا أريد أن أعرف درجة هذا الحديث هل هو صحيح أم لا؟)[2]


[1] البخاري (1/107)، مسلم (1/267، 4/1841)، أحمد (2/315)

[2] حديث فرار الحجر بثوب موسى u، د. الشريف حاتم بن عارف العوني، رقم السؤال 174330، موقع الألوكة، المجلس العلمي.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست