اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140
ويقول له كل
حين: (يا له من مغرور أهلكه العجب! لقد جعل نفسه من المحققين، وعلماء الأمة من
أصحاب الفكر السطحي، والحقيقة أنه هو العلة؛ لجهله وقلة فهمه) [1]
ويقول له: (بمثل
هذا الفهم المنكوس يرد هذا الرجل أحاديث النبي a ولا يكتفي بذلك، بل ويرد على العلماء كافة
الذين فهموه وشرحوه شرحا صحيحا، وردوا على أمثاله من أهل الأهواء الذين يسيئون فهم
الأحاديث ثم يردونها، وإنما هم في الواقع يردون جهلهم، وهي سالمة منه والحمد لله) [2]
وقد اقتصرنا هنا
على موقف الألباني باعتبار كبر سنه، ومكانته، وإلا فإننا لو نزلنا إلى غيره من
أعلام السلفية لوجدنا قواميس من الشتائم تكال للغزالي بسبب موقفه العقلاني من
الحديث.
ومما شوه به السلفية
موسى u مما يتعلق بهذا الجانب ما رووه عن عن أبي
هريرة أن رسول الله a قال: (نزل نبي من الأنبياء[3]
تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار،
فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة؟)[4] وفي رواية لمسلم: (فأوحى الله إليه أفي أن
قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح؟)
وهذه رواية
خطيرة لا تتوافق أبدا مع رحمة الأنبياء ولطفهم وأخلاقهم العالية.. وقد ذكر القرآن
الكريم ذلك التواضع الذي تواضع به سليمان u أمام
النملة، وما كان لموسى u أن يختلف عن سليمان u في ذلك.