responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116

ثانیا احادیث ابی هریره و تدنیس النبوه

من الطبيعي لأبي هريرة، وهو تلميذ كعب الأحبار النجيب، والذي شهد له بعلمه بالتوراة، وبما عند أهل الكتاب من معارف أن يقع في تدنيس النبوة، كما وقع في ذلك كعب الأحبار، واليهود، وكما تمتلئ به كتبهم.

وكان يمكن أن نقبل كل ما ذكره أبو هريرة في هذه الناحية باعتباره حاكيا عن معارفه التوراتية، أو حاكيا عن مقالات أستاذه كعب الأحبار الذي تتملذ عليه فترة أطول من الفترة التي تتملذ فيها على رسول الله a..

ولكن المشكلة هي أن أبا هريرة كان يرفع تلك الحكايات المملوءة بتشويه الأنبياء والنبوة إلى رسول الله a.. ليحول من كلماته معاول يهدم بها ذلك الصرح العظيم الذي أسسه القرآن الكريم لجمال النبوة وعصمتها وطهارتها، وكونها محلا للاقتداء والهداية، كما قال تعالى بعد ذكره لبعض الأنبياء عليهم السلام: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: 90]

ومن الأمثلة على ذلك التشويه للأنبياء، ذلك الحديث المشهور المعروف الذي رواه أبو هريرة، وطالما رويناه لنبين من خلاله مكانة رسول الله a بين الأنبياء، ونسينا أو غفلنا في غمرة ذلك الزهو أننا نطعن في تلك الجواهر المقدسة المعصومة، التي اختارها الله لتكون واسطة الهداية بينه وبين عباده.. وهل يرضى رسول الله a أن يرفع بخفض إخوانه من الأنبياء وتشويههم؟

وذلك الحديث هو ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله a أتي بلحم فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهش منها نهشة، ثم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست