responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه [فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب] وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات)[1]

ولذلك فإن المنهج الذي يواجه به هذا التيار هو ذكر أقوال المحققين من العلماء من المذاهب الأربعة أو غيرها من المذاهب، والتي لها قيمة ووجود فاعل في المدارس والجامعات الإسلامية، والتي تعتبر كتبها مصادر للشريعة.

وقبل أن نذكر بعض تصريحات كبار فقهاء هذه المذاهب، نحب أن ننبه إلى أن من عادة التيار التكفيري أن يأتي بأقوال أخرى مناقضة لما يذكره مخالفوه، ونحن لا ننكر تلك الأقوال، ولا ندعو إلى إنكارها، أو التقليل من شأن أصحابها، وإنما نذكر له مقابل ما يطرحه من تصريحات وأقوال تصريحات وأقوال أخرى، وهو حينها بين أن يقبل بها؛ فيرجع عن رأيه، أو يقر بوجود خلاف في المسألة، والقاعدة في الخلاف الفقهي عدم الإنكار على المخالف، حتى لو لم يُستسغ دليله، لأن لكل فقيه حججه ومنهجه في الاستدلال.

وقد عبر عن هذه القاعدة كبار الفقهاء من المدرسة السنية، حتى أولئك الذين يعتبرهم السلفيون سلفا صالحا لهم؛ فقد قال يحيى بن سعيد الأنصاري وهو من كبار التابعين المعتبرين


[1] السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (2/ 677)

اسم الکتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست