اسم الکتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 110
ولولا هذا الخطاب لكانوا بمنزلة خطاب المعدوم
والجماد، والسلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة
الحي له ويستبشر، فروى ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن عائشة، قالت: قال رسول
الله a: (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده،
إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم) [1]
الحديث الثالث:
ما ورد من الروايات في حياة رسول الله a بعد موته، وعلاقته بأمته، ومعرفته بها، وتواصله معها، ومن تلك
الأحاديث ما رواه عبد الله بن مسعود أن النبي a قال: (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير
لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت
الله لكم)[2]
وهذا الحديث واضح في الدلالة على علاقة رسول الله a بأمته، وعدم اقتصارها على حياته الدنيوية، وقد اتفق أكثر المحدثين
على تصحيحه، فقد رواه البزار في مسنده [3] بإسناد
رجاله رجال الصحيح، كما نص على ذلك الحافظ نور الدين الهيثمي[4]، وقال
الحافظ السيوطي: سنده صحيح[5]،
وقال الحافظان العراقيان – الزين وابنه ولي الدين –: (إسناده جيد)[6]، وروى الحديث ابن سعد بإسناد حسن مرسل[7].
وقد ألف فيه المحدث الكبير عبد الله بن الصديق
الغماري جزءا حديثيا خاصا سماه