اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95
المؤمنين به، أو فيمن يحبون بعضهم
بعضاً، أو فيمن يؤمنون بالمسيح بثبوته فيهم بالمحبة والرضا.
ومثل ذلك سكنى الله في الجبل أو في مدينة أورشليم،
وتأويل ذلك هو وضع اسم الله المقدس عليها.
وجرياً على قاعدة المساواة في التأويل يجب تأويل ما
ورد من حلول الله في المسيح بحلوله فيه بالمحبة والقداسة والطاعة والرضا وهذا هو
المعنى الذي تتفق جميع النصوص على الدلالة عليه.
قلت: فما لازم هذا القول الذي ينفي ظاهره؟
قال: ما ذكرته لك من لزوم الاتحاد في كل ما ذكرنا..
بالإضافة إلى ذلك ورد في الكتاب لمقدس أن روح الله حلت على حزقيال وألداد وميداد
كما أن روح الله تحل في المؤمنين، فهل قال أحد إن واحداً من هؤلاء متحد مع الله،
أو أنه هو الله:
فقد ورد في سفر حزقيال (11: 5) قول حزقيال النبي :(
وحل علي روح الرب)
وورد في سفر العدد (11: 26) عن ألداد وميداد :( فحل
عليهما الروح)
وورد برسالة يعقوب (4: 5) قول يعقوب :( الروح الذي
حل فينا يشتاق إلي الغيرة والحسد)
وورد في رسالة بطرس الأولى (4: 14) قول بطرس :( لأن
روح المجد والله يحل عليكم)
فإذا كانت روح الله حلت على حزقيال وألداد وميداد
وهي تحل بعد ذلك على غيرهم.. فلم تخصصون المسيح بأقنوم خاص به.. ولا تجعلون كل
هؤلاء أقانيم مع الله؟
التفت إلي، فرآني مستغرقا في السماع، فقال: لقد ورد
في الكتاب المقدس عدة فقرات بحق الحواريين والمؤمنين تشبه عبارة :( أنا في الآب
والآب في )، ومع ذلك فأنتم لا تفسرونها كما فسرتم قول المسيح :( أنا في الآب والآب
في)
لقد ذكر إنجيل يوحنا (14: 20) قول المسيح :( في ذلك
اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم)
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95