اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129
على أمر كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلقني، أو قدره
اللّه عليَّ قبل أن يخلقني؟)، فقال رسول اللّه :(
فحج آدم موسى)[1]
وأجد فيه أنه
بمجرد أن تاب تاب الله عليه.. ففي القرآن :﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ
كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
(البقرة:37)
قلت: ألا ترى
أن آدم بتصرفه ذلك قد وضع قوته الإرادية في غير موضعها عندما تناول ما حرم عليه..
قال: أجل..
أعلم ذلك.. وكل إنسان قد يكون معرضا لذلك..
قلت: وهو
بتصرفه ذلك قد ارتكب ـ حسبما ينص القديسون وآباء الكنيسة ـ على جرائم عظيمة:
أولها.. أنه
كفر.. إذ اختار أن يعيش محكوماً بسلطته، بدل أن يعيش في ظل الحكم الإلهي.
وثانيها..
أنه أساء الأدب مع الله.. لأنه لم يتيقن في الله.
وثالثها..
أنه قتل نفسه.. إذ جعل حكمها الموت.
ورابعها..
أنه زنا زنا معنويا.. لأن إخلاص الروح الإنسانية قد ضاع من أجل التصديق بقول الحية
المعسول.
وخامسها..
أنه سرق.. إذ نال ما لا يحل له.
وسادسها..
أنه طمع.
وفوق ذلك كله..
فإنه فعل المعصية بإصرارا وتعمد.. فلم يكن صعباً عليه تحاشي المعصية.. إذ لم يكن
يعرف يومذاك عواطف الهوس والشهوة.