تحاول
هذه الرواية أن تعرف بأهم الحقائق المرتبطة بالحياة وفق الرؤية الإسلامية التي
تعتمد المصادر الأصلية، وما ساندها وأيدها وتوافق معها من الأحاديث والروايات والحكمة..
وهي تبرهن على مدى عقلانية الرؤية الإسلامية للحياة، مقارنة بسائر الرؤى، وبذلك
تكون النظرة الإسلامية للحياة، برهانا من براهين النبوة، ودليلا من الدلائل الكبرى
على حقانية الإسلام.
ذلك أن
التشويهات والتحريفات التي أصابت مصادر الأديان أثرت في نظرتها للحياة، وهو ما أثر
في سلوكها ومواقفها.. ذلك أن من ينظر إلى الحياة نظرة خاطئة، سيمارس لا محالة كل
أعماله، ويقف كل مواقفه بطريقة خاطئة..
ولهذا
كان من مهام الدين الكبرى التعريف بحقيقة الحياة، ومعناها، وأهدافها، وسر كونها
بهذه الصفة، وكل ذلك أجابت عنه المصادر المقدسة للإسلام، ولا نجد مثلها، ولا ما
يدانيها في سائر الكتب المقدسة.
فالقرآن
الكريم يبين أن هذه الحياة التي نعيشها، ليست سوى نشأة من النشآت، ومرحلة بسيطة في
سلم الحياة الطويل.. وأنها مع قصرها مهمة جدا في تحديد المستقبل الحقيقي للإنسان..
ولذلك
كانت الحياة ـ وفق الرؤية الإسلامية ـ مجالا لزراعة الأعمال الصالحة، واكتساب
الأخلاق الطيبة، التي تتحول بعد ذلك إلى ثمار طيبة، يجنيها صاحبها في حياته
الأبدية.
ولم
تقتصر نظرة الإسلام للحياة على هذه الجوانب العامة التي تشاركه فيها سائر الديانات
السماوية، وإنما نرى تفاصيل كثيرة في المصادر الإسلامية المقدسة