responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 255

كل أولئك الفلاسفة الذين ملأوا حياتي بالتشاؤم والشقاء.

لقد قال يخاطبني، وكأنه علم ما في نفسي: ما أجمل اسمك يا سعيد..

قلت: بل أنا شقي.. فليس لي من السعادة إلا الاسم الذي سماني به والدي.. وقد أخطأ خطأ كبيرا في ذلك، فهذا العالم مملوء بالشقاء، ولا محل فيه للسعادة.

قال: أنا أحسبك يا سعيد عاقلا، وأحسب أن ما حصل لك لم يكن ناتجا عن كبرك وتعاليك، ولكنه ناتج عن جهلك بالذين تأخذ منهم حقائق الحياة.

قلت: ما تعني.. ألا ترى أني قد لجأت إلى الفلاسفة، وهم أعقل العقلاء؟

قال: وقد يكونون أكبر المخادعين.. فالعقل الكبير ليس بالضرورة عقل ناصح، فعقول اللصوص والمختلسين الكبار ممتلئة بالذكاء، ولكنها ممتلئة كذلك بالخداع.

قلت: فكيف أميز بين المخادعين والصادقين.

قال: الصادقون هم الذي لم يتاجروا بالحقائق التي دعوا إليها، وهم الذين ألهم الله قلوب البشر لاتباعهم، وهم الذين دلوا على مصدر الحقائق، وأخبروا أن كل ما عندهم ليس من بنات أفكارهم، وإنما هو من منبع الحقيقة نفسها.

قلت: أراك تقصد الأنبياء؟

قال: إن لم يدلنا الأنبياء على الحقائق .. فمن يدلنا؟

قلت: لكن أتباع الأنبياء مختلفون.. فكيف أثق فيهم؟

قال: والفلاسفة وأتباع الفلاسفة كذلك مختلفون، ومع ذلك كنت أراك تتبع بعضهم، وتؤمن بما يقول، وتترك غيره.

قلت: صدقت في هذا.. لكن كيف أميز بين الحق الذي جاء به الأنبياء من الباطل الذي سار عليه أتباعهم.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست