responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247

في هذه البلاد، فإن شئت دللتني على مطعم أتقوت منه.. أو فندق أبيت فيه..

افتر ثغره عن ابتسامة عذبة تخفي ألما دفينا، وقال: أولا أدلك على ما هو أفضل من ذلك؟

قلت: وما هو؟

قال: تذهب معي إلى بيتي، فتأكل معي من فضل الله.. وتبيت معي في كنف الله.

قلت: لا يسرني إلا ذلك..

ذهبت معه إلى بيته.. وقد كان بيتا متواضعا.. ولكنه يفيض بكل معاني الجمال..

استقبلنا بعض ولده.. وقدموا لنا طعاما طيبا.. فأكلنا.. وبينما نحن كذلك إذ طرق طارق الباب، فأسرع إليه، وأدخله معي إلى البيت.. كان الرجل يلبس بذلة محترمة تدل على أن له منصبا مرموقا.. وقد فوجئت به مع تلك الحال يخاطب شدادا كما يخاطب الموظف البسيط مسؤوله الأكبر.

وفوجئت أكثر عندما علمت من خلال الحديث أن شدادا كان صاحب مؤسسة كبيرة تمتد فروعها في جميع أرض لبنان.. وأن الرجل صاحب الهيئة المحترمة الذي زاره لم يكن إلا موظفا مكلفا بالعلاقات العامة في تلك المؤسسة.

وقد دعاني ذلك إلا التنصت والاهتمام لحديثهما:

قال الرجل: لقد عرضوا علينا مبلغا لا يمكن الاستهانة به.. إنه مبلغ يجعل لنا القدرة على فتح فروع للمؤسسة خارج هذه البلاد..

قال شداد: والله لو عرضوا علينا أموال الدنيا جميعا.. فلن أقبل هذا.. إن تلك المبالغ التي يعرضونها علينا ليست سوى جمرات من نار تريد أن تحرقنا وتحرق معنا

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست