responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 241

أحسن حظا من الأول.. فلم أعش معه إلا شهورا، ثم طلقته.. أو طلقني.. ثم تزوجت شيوعيا روسيا.. وقد التقت بزواجنا قمة الرأسمالية مع قمة الشيوعية.. أذكر أن الصحفيين سألوني حينها قائلين: أنت تمثلين الرأسمالية، فكيف تتزوجين بشيوعي؟.. قلت لهم: أنا أبحث عن السعادة.. ولا يهمني أن أجدها عند رأسمالي أو عند شيوعي.

لقد ذهبت معه إلى روسيا، وبما أن النظام هناك ـ في ذلك الحين ـ لا يسمح بامتلاك أكثر من غرفتين، ولا يسمح بخادمة، فقد جلست أخدم في بيتي، بل في غرفتي.

جاء الصحفيون الذي يتابعونني في كل مكان يسألونني: كيف يكون هذا؟.. فقلت لهم: أبحث عن السعادة.. لكني مع كل هذه التضحيات لم أجد السعادة التي كنت أبحث عنها.. فطلقته كما طلقت من قبله.

لقد أقيمت ـ بتلك المناسبة ـ حفلة في فرنسا، وسألني الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟.. فقلت: نعم.. أنا أغنى امرأة، ولكني أشقى امرأة..

وهكذا بقيت الحياة تتقلب بي من شقاء إلى شقاء.. ومن ألم إلى ألم إلى أن بعثت بي إلى هذا المحل الذي تراني فيه.. وها أنت تراني أموت بحسرتي وشقائي.. ولم أرتشف طيلة حياتي إلا زخارف من السعادة الوهمية التي لم تزدني ذكراها إلا آلاما.

قالت ذلك، ثم لفظت آخر أنفاسها.. قمت بما وجب علي من تجهيزات.. ورحت أواصل بحثي عن السعادة.

المشهد الثاني:

قلت: لقد آلمني كثيرا هذا المشهد، فحدثني عن مشهد أرق منه وألين.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست