responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229

الخير، لأشتري بها هذا الكوخ الذي تراه.

قلت: أهذا الكوخ هو ثمن تلك الصفقة؟

قال: أجل.. لقد جسد الله لي عملي في هذا الكوخ المشؤوم الذي تراه.

قلت: لا بأس .. فما أكثر الذين كانوا يعيشون في الأكواخ في الدنيا.

قال: أنت لا تعرفه.. هذا ليس مثل الأكواخ التي تعرفها.. إنه كوخ عاقل مثل كل شيء تراه..فكلما أويت إليه راح يضيق علي، ويجمع لي كل أصناف الحشرات والعقارب والحيات، ثم يخاطبني بكل ما يملؤني بالأسى والاكتئاب والإحباط.

قلت: فقد ندمت على تلك الصفقة إذن.

قال: ولات ساعة مندم.. لقد تمنيت أن تسوي بي الأرض، أو أتحول إلى تراب، ولا أكون أجريتها.

قلت: فما سر الحشرات التي أراها؟

قال: ويلك هل هذه حشرات .. هذه أسود وسباع وحيات وعقارب.

قلت: لكني أراها حشرات..

قال: أنت تراها كذلك.. لأنك لم تعاين أفعالها في جسدك، ولو عاينتها لعرفت أنه لو اجتمعت جميع سباع الدنيا وحياتها وعقاربها ما عادلت واحدة منها.

قلت: فهل أنت الذي صنعتها؟

قال: أجل.. لقد كنت في الدنيا أتفنن في صناعة الحيات والعقارب.. كنت أكذب وأغش وأحسد وأمشي بين الناس بالنميمة.. وكل تلك الصفات تجسدت لي فيما تراه.. وما خفي أعظم.. لقد شاهدت اليوم ككل يوم بعض ألوان العذاب المعدة لي، فامتلأت رعبا.

قلت: إلى متى يظل هذا حالك؟

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست