responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 223

قلت: اللذان توفيا؟

قال: لم تكن وفاتهما إلا رحلة عن المدينة التي تسكنون فيها إلى هذه المدينة الجديدة التي تراها.. فالله ما خلق خلقه للفناء، وإنما خلقهم للبقاء، ألم تسمع قول الشاعر:

خلق الناس للبقاء فضلت

أمة يحسبونهم للفناء

إنما ينقلون من دار أعمال

إلى دار شقوة أو رشاد

قلت: بلى.. وقد سمعت معه القرآن الكريم، وهو يحدثنا عن البقاء.. وأنه مصير كل الخلائق.. لكني أسأل عن هذا الذي أراه.

قال: ألم تسمع قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]؟

قلت: بلى.. وقد سمعت معها قوله تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾ [مريم: 76]

قال: فهذا الكوخ، وذاك القصر كلاهما يمثلان الباقيات الصالحات، والباقيات الموبقات..

قلت: هل تقصد أنهما ثمار للأعمال التي كان يقوم بها صديقاي في الدينا.

قال: بل هي تجسيد لأعمالهما.. فقد كان أحدهما يرسل في كل لحظة حشرة من الحشرات التي تقززت منها، وكان الآخر يرسل في كل لحظة لبنة من لبنات القصر الذي أعجبت به.

قلت: هل تقصد أن مصير ذلك الصديق المسرف على نفسه هو هذا الكوخ، وأن مصير ذلك الصديق المحسن هو هذا القصر؟

قال: لم أقصد هذا.. فأعمالهما أكبر من أن يبنى بها كوخ أو قصر.. إنما هذه

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست