responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

قلت: وعيت هذا.. فحدثني عن الممارسات القيمية.

قال: الممارسات القيمية هي التي يمكن أن تتطور، وتتغير باختلاف البيئات مع الحفاظ على المبادئ.

قلت: هلا ضربت لي على ذلك مثالا.

قال: ألم تسمع قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159]؟

قلت: بلى.. فالآية الكريمة تذكر الأساليب التي كان يستعملها رسول الله a لتأليف قلوب أصحابه رحمة بهم، وحتى لا ينفضوا عنه.

قال: فهل هذه الأساليب توقيفية.. أم أنه يمكن الاجتهاد فيها؟

قلت: بل يمكن الاجتهاد فيها.. بل لا يمكن تحقيق تلك الأساليب من دون الاجتهاد فيها مراعاة لطباع الناس المختلفة.

قال: كيف ذلك؟

قلت: لقد قال رسول الله a : (المؤمن إلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)[1] ، وهو يدعونا بهذا إلى استعمال كل الممارسات التي تجعل الناس لا ينفرون منا، ما دامت تلك الممارسات خاضعة للقيود الشرعية.

قال: فهل ذكرت لي بعض تلك القيود؟

قلت: ألا يكون فيها غش ولا خديعة ولا أي رذيلة من الرذائل التي يأباها الشرع، وتأباها معه العقول السليمة.


[1] رواه أحمد (2/ 400) وفي (5/ 335)، الفردوس للديلمي (4/ 77) برقم (6549)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست