responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

قلت: ولكني سمعت أن بعض العلماء، أو بعض المدارس الإسلامية تذكر أن الحسن والقبح شرعيان، ولا يقضي العقل بحسن شيء منها ولا بقبحه، بل القاضي بذلك هو الشرع وما حسّنه فهو حسن، وما قبحه فهو قبيح.

قال: ما صدقوا.. وما كذبوا.

قلت: ما تعني؟

قال: هناك قيم لا يمكن للعقل المجرد أن يعرفها من دون الوحي.. وهناك قيم جعلها الله تعالى في العقول السليمة، يمكنها أن تكتشفها، بل هي في جبلتها وفطرتها.

قلت: هلا وضحت لي ذلك.

قال: لو كانت العقول المجردة وحدها كافية للتعرف على كل أنواع القيم ما احتاجت البشرية إلى شريعة إلهية.. ولذلك كانت الشريعة معينة للعقل حتى يتحقق للحياة ما أراده الله لها.

قلت: أذلك يشبه الوحي الذي أوحاه الله إلى النحل.

قال: أجل.. فالله تعالى كما أودع في عقل الإنسان تحسين الحسن وتقبيح القبيح أيده بعد ذلك بالوحي الذي يبين له كيفية القيام بذلك.. فقد يقع الخطأ نتيجة التلبيسات والأهواء.

قلت: هلا ضربت لي على ذلك مثالا.

قال: الحرية التي كنت تذكرها.. فهي قيمة من القيم النبيلة.. يحسنها العقل والشرع.. لكن العقل قد يخطئ في فهم حقيقتها ومجالاتها.. فلذلك كان الشرع هو المحدد لذلك، والمبين له.

قلت: لقد وضع الله تعالى حدودا كثيرة للحرية.

قال: أجل.. حتى لا تصبح ذريعة للانتكاسة الإنسانية.. ذلك أن الشيطان لا

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست