responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211

قال: فهل هذه القوانين ابتدعها النحل ابتداعا أم أن الله هو الذي جبله عليها؟

قلت: بل الله تعالى هو الذي جبله عليها.

قال: فلو أن النحل غير تلك القوانين.. وراح يتلاعب بها.. وراح بدل أكله من كل الثمرات، صار يأكل لحوم الحيوانات.

قلت: حينها سيحصل لها ما حصل للبقر من جنون.

قال: وهكذا عالم البشر.. إن هو خالف القوانين التي هداه الله إليها، وجبله عليها.. فإنه حينها سيصاب بانتكاسة أعظم من انتكاسة البقر وجنونها.

قلت: فهل هذا ما يدعو إليه التطوريون؟

قال: أجل.. فهم يتمردون على القيم التي بنى الله عليها كونه وخلقه.. ويتصورون أنهم لن ينالوا حريتهم إلا بذلك.

قلت: لقد سمعتهم يرددون هذا.. وقد قال أحدهم معبرا عن تمرده على الله: (مرة واحدة شعرت بأن الله موجود حين كنت ألعب بعيدان الكبريت، وأحرقت سجادة صغيرة، وفيما كنت أخفي جرمي أبصرني الله فجأة .. لقد شعرت بنظراته داخل رأسي .. أحسُ أنني مرئي منه بشكل فظيع، وشعرت بأنني هدف حي للرماية، ولكن الإستنكار أنقذني، فقد اغتظت لفضوله المبتذل، لهذا رفضته وجدفت عليه فلم ينظر إليَّ أبدًا فيما بعد)، وقال آخر: (يجب ألا يكون الله، حتى يكون الإنسان)، وقال آخر: (إذا كان الله موجودًا فلست بحر، أنا حر فالله إذا غير موجود)[1]

قال: لكنهم لن ينالوا إلا السراب.. ذلك أن حرية الإنسان في عبوديته لله.. فالله هو مصدر السعادة والأمان والسلام والحضارة.. وكل من ابتعد عن الله انتكس.


[1] انظر هذه النصوص وغيرها في: ما قاله الملاحدة ولم يسجله التاريخ (ص: 96)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست