responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177

وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:65 ـ 66)

قال: وهكذا؛ فإن أكثر ما تراه من أنواع البلاء ناتج عن اختيارات البشر، فهم الذين يعذبون أنفسهم بسلوكهم الناتج عن أنانيتهم وبعدهم عن الحق.

قلت: لقد ذكرتني بقوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم:41)، فالآية الكريمة تشير إلى أن الكثير من الشرور التي نراها في العالم مصدرها الإنسان نفسه، والحرية التي وهبت له.

قال: ولذلك فإن الله تعالى أرحم بعباده من أن يعاقبهم، بل هم الذي يعاقبون أنفسهم، وما يرونه من أنواع العقاب ليس سوى تجسيم لجرائمهم..

قلت: أجل.. وقد ذكرني ذلك بقوله تعالى: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً﴾ (النساء:147)

***

ما وصلنا من حديثنا إلى هذا الموضع حتى حصل شيء عجيب، ملأني بالانبهار.. ذلك أنه دخل علينا السجن القاضي، برفقة المدعي علي، والعجيب أنه كان معهما صاحب العصا التي سقطت بسببها.

وعندما رأيتهم تصورت أن المدعي علي قد سحب دعواه، وأن صاحب العصا أقر بذنبه، وأن القاضي جاء ليعفو عني.. لكني فوجئت بأن الجميع يعرف بعضهم بعضا، وأن ما حصل لي لم يكن سوى مسرحية لاستدراجي لسماع تلك الكلمات النورانية.

وقد سمعت منهم أنهم لم يفعلوا ذلك بي فقط، وإنما فعلوه بغيري أيضا، وأنه

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست