responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

قال: فهل كلف الله عباده ما لا يطيقون؟

قلت: لا .. وقد قال الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقال: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]

قال: فهل وفر الله لهذه القوانين من يشرحها ويبينها ويقنع الخلق بها، ويبين لهم كيفية تنفيذها؟

قلت: أجل.. فقد أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل الكتب، وبين كل الحقائق والقيم، ووضحها، وأقام الحجج بها، وقد قال تعالى بعد ذكره لكثير من أسماء الرسل عليهم الصلاة والسلام: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 164، 165]

قال: فهل في هذه القوانين ما يتنافى مع الفطرة السليمة، أو تأباه العقول؟

قلت: كلا .. فدين الله متناسب مع الفطرة تماما، كما قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ (الروم: 30)

قال: وأخبر رسول الله a أن الإنسان يولد بفطرته مسلما، لكن البيئة التي يعيش فيها هي التي تساهم في تضليله، ففي الحديث قال رسول الله a: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمْعَاء هل تحسون فيها من جدعاء؟)[1] وقال حاكيا عن ربه عز وجل: (يقول الله عز


[1] أبو يعلى (2/240، رقم 942) ، والطبرانى (1/283، رقم 828) ، والبيهقى (6/203، رقم 11923)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست