responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169

منه؟

قال: أجل.. ولذلك فإن ما يكتبه الملاك هو العمر الافتراضي للإنسان، مثلما يفعل أي صانع يدرك العمر الافتراضي لصناعته، وبذلك يكون الأجل الذي سأل عنه هنا هو هذا العمر الافتراضي، ومع ذلك يمكن الزيادة فيه، كما وصف رسول الله a طريق ذلك، فقال: (صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الاعمار)[1]، وفي حديث آخر قال a: (من سره أن يمد الله له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه)[2]

قلت: وهل يمكن الإنقاص منه؟

قال: أجل.. مثل من يقتل نفسه، ولذلك ورد في الحديث العقوبة الشديدة للمنتحر، وقد قال a يذكر ذلك: (كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة)[3] ، وهو يشبه ذلك التلميذ المشاغب الذي يخرج من الامتحان قبل أن ينتهي من الإجابة على الأسئلة المطروحة عليه.. ولذلك يتحمل مسؤولية عمله.

قلت: وعيت هذا.. لكن ما تقول في ذكر الحديث لكتابة العمل.. وذلك يدل على أن الإنسان مجبر على كل عمل يعمله، ولا انفكاك له عنه؟

قال: معاذ الله.. ولوكان ذلك كذلك لانقطع التكليف، ولم تقم الحجة لله على عباده.


[1] رواه أحمد، ج 6 ص 159.

[2] رواه الحاكم، ج 4 ص 160.

[3] رواه البخاري 6 / 362 ، ومسلم رقم (113)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست