responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148

الطّيّبات، كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها وتلهو عمّا يراد بها، أو أترك سدى أو أهمل عابثا، أو أجرّ حبل الضّلالة، أو أعتسف طريق المتاهة)

قلت: ما أعظم هذه الرسالة، وما أعظم آثارها على النفس.

قال: لقد كان إمامنا يرددها بيننا كثيرا، ليعلمنا الزهد في الدينا، والرغبة فيما عند الله، فما كان الله ليمكن الراغبين في الدنيا المستغرقين في هواها.

قلت: لم؟

قال: لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة، ومن أحب الدنيا رغب عن الآخرة.

قلت: ولكن الدنيا لابد منها.

قال: لقد كان إمامنا وقائدنا يقول لنا كل حين: ضعوا الدنيا في أيديكم، ولا تضعوها في قلوبكم، فهي في قلوبكم داء، وفي أيديكم دواء.

قلت: عجبا.. كيف يكون الشيء داء ودواء في نفس الوقت؟

قال: ألا ترى بعض المراهم التي يكتب عليها التحذير من ابتلاعها، وبيان خطر ذلك..

قلت: أجل.. فكل المراهم تستعمل استعمالا خارجيا، لخطورتها على الأجهزة الداخلية.

قال: والدنيا من تلك المراهم.. فلذلك أمرنا بتطويعها لنا، ولم نؤمر بعبادتها والتتيم فيها.

قلت: ما تقصد بتطويعها؟

قال: بعمارتها، وإصلاحها، لتكون مأوى يصلح للإقامة المؤقتة.. فلا يمكن لأحد أن يقطع رحلته إلى الله من دون أن يكون له أدنى عيش يهنأ به.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست