responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126

قال: هل رأيت خطورة التنطع والتشدد، إنه يفسد كل شيء، حتى أنه يفسد تلك العلاقة بين العبد وربه، حيث يحول العبادة إلى شيء تبغضه النفس، بدل أن تقبل عليه بكل سرور.

قلت: لقد ذكرتني بما ورد في الحديث أن رسول الله a رأى ذات يوم رجلا يصلّى، يكثر الرّكوع والسّجود، فقال a: (عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، فإنّه من يشادّ هذا الدّين يغلبه)[1]

قال: وقد ذكر لرسول الله a رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا. فقال (تلك ضراوة الإسلام وشرّته ولكلّ ضراوة شرّة، ولكلّ شرّة فترة. فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنّة فلا أمّ ما هو، ومن كانت فترته إلى المعاصي فذلك الهالك)[2]، وقال: (هلك المتنطّعون)[3]

قلت: صدق رسول الله a، وقد رأينا ذلك في الواقع، فقلما يتنطع أحد أو يتشدد إلا وأصبح عرضة للأهواء، ولأصحاب الأهواء.

قال: ولذلك كان رسول الله a يدعو إلى الاعتدال في كل شيء، وقد قال في بعض حديثه: (إذا نعس أحدكم في الصّلاة فليرقد حتّى يذهب عنه النّوم، فإنّ أحدكم إذا صلّى وهو ناعس لعلّه يذهب يستغفر فيسبّ نفسه)[4]

وروي أنه وصفت له امرأة عابدة، تكثر من الصلاة، قال: (مه، عليكم بما


[1] أحمد (5/ 350) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (1/ 312) ، السنن الكبرى للبيهقي (3/ 18)

[2] أحمد (2/ 165) رقم (6539)

[3] مسلم (2670) ..

[4] مسلم (786)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست