responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

الخيام..

ولعل الأزهار.. وهي تتفتح لتعود بعدها إلى ذبولها الطويل لم تكن تردد إلا هذه الكلمات..

وهكذا القمر.. فهو يسير.. ولكنه يعلم أنه سيأتي اليوم الذي يتوقف فيه سيره.. ولذلك تراه يترنح في سيره جذلان طربا يغتنم كل لحظة.

لم يكتف جاري بالسماع.. بل راح يرفع صوته ـ بحنجرته التي لا تختلف في غلظتها عن حناجر الحمير ـ يقول، وهو يترنح من السكر، يردد مع الخيام:

لم يكتف جاري بالسماع.. بل راح يرفع صوته ـ بحنجرته التي لا تختلف في غلظتها عن حناجر الحمير ـ يقول، وهو يترنح من السكر، يردد مع الخيام:

اجعلوا قوتي الطلا وأحيلوا

كهرباء الخدود للياقوت

وإذا مت فاجعلوا الراح غسلي

ومن الكرم فاصنعوا تابوتي

جاء من حاننا النداء سحيرا

يا خليعا قد هام بالحانات

قم لكي نملأ الكؤوس مداما

قبل أن تمتلي كؤوس الحياة

هب الدنيا كما تهواه كانت

وكنت قرأت أسفار الحياة

وهبك بلغتها مئتين حولا

فماذا بعد ذاك سوى الممات

ألبدر شق بنوره جيب الدجى

فاشرب فلن تلقى كذي الأوقات

واهنأ ولا تأمن فهذا البدر كم

سيضيء فوق ثرى لنا ورفات

إن نلت من حنطة رغيفا

وكوز خمر وفخذ شاة

وكان إلفي معي بقفر

فقت بذا عيشة الولاة

قال ذلك.. ثم سقط كعادته لا أسمع إلا شخيره الذي ملأ الآفاق.

كان في مقابل هذا الجار جار آخر.. كان زاهدا ورعا.. ولكنه كان ممتلئا

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست