responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

وهو ما نمارسه في هذا القسم في جناح التدريبات.. فهلم بنا إليه..

***

سرنا مع السرهندي إلى جناح التدريبات.. وهناك ظللنا مدة الطويلة نتدرب على قلع مرض الجبن.. إلى أن رأى في بعضنا الأهلية للتخرج منه، فأجازنا، وانتقلنا بعده إلى القسم السابع من أقسام المدرسة.

7 ـ العجز

سرت إلى القسم السادس.. وقد كان شيخه رجلا صالحا جمع بين العلم والعمل.. وقد علمت أنه قدم من ليبيا.. وأن أصله من الجزائر.. وأن له مريدين وأتباعا كثيرين.. وكان الجميع يطلقون عليه لقب (السنوسي)[1]..

وقد عجبت لما سمعت من أخبار نشاطه، ونشاط أتباعه، ولكني لم أعجب أن يتولى التدريس في هذا القسم، فقد علمت أنه لا يخلص العجزة من عجزهم إلا من امتلأ نشاطا وهمة.

عندما دخلنا القسم.. سمعت بعض التلاميذ يسأله قائلا: يا شيخنا.. لقد ظللت مدة محتارا في سر وصف القرآن الكريم للمستضعفين بأنهم ظالمين لأنفسهم.. وأنهم يستحقون لذلك ما يحصل لهم من ألوان الآلام.. بل إن الله تعالى يتوعدهم بمزيد من العذاب يجدونه في الآخرة..


[1] أشير به إلى الشيخ المربي محمد بن علي السنوسي الخطابي الحسني الإدريسي (1202 - 1276هـ) مؤسس الطريقة السنوسية، وُلد ببلدة مستغانم الجزائرية.. تعلم على يد علماء مسقط رأسه، ثم ارتحل طالبًا العلم في فاس، وبرع فيه. وعين مدرسًا بالجامع الكبير بفاس، وجاب مناطق الصحراء واعظًا ومربيا، وتجوّل في كثير من البلدان الإسلامية، فقد زار تونس وطرابلس وبرقة ومصر والحجاز واليمن.. وأنشأ أول زاوية له في جبل أبي قبيس بمكة، ثم عاد إلى برقة سنة 1255هـ - 1839م، وأقام بالجبل الأخضر، فبنى الزاوية البيضاء.. انتشرت طريقته، فارتابت الحكومة العثمانية في أمره، فضايقته، فانتقل إلى واحة جغبوب بجنوبي ليبيا حتى توفاه الله، مخلفًا وراءه نحو أربعين كتابًا ورسالة.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست