responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444

قلت: فشرابهم مخدر إذن؟

قال: أجل.. فلذلك يتحول السم في أفواههم عسلا.. وتتحول النار التي تحرق أرواحهم بردا وسلاما.

قال ذلك، ثم كساني ثوبا من نور.. ونزل بي في سلم ممتلئ بالظلمات إلى أن وصلت إلى درك الفاسقين.. وهناك رأيت جموعا كثيرة من الناس، والنار تحيط بها من كل جانب، وهي لا تلتفت لها، بل تظل تضحك وتلعب وتسخر.. والنار تمتد، فتحرق ثيابها، بل تصل إلى سويداء قلوبها، وهي لا تشعر بشيء.

3 ـ الظالمون

بعد أن امتلأت غثاء بسبب ما رأيت في درك الفاسقين نزلت دركا آخر.. سألت الواعظ عنه، فأخبرني أنه درك الظالمين، فسألته عنهم، فقال: إنهم الذين لم يكتفوا بما رزقهم الله من فضله، بل راحوا يطلبون ما عند غيرهم، وراحوا – فوق ذلك- يحرفون الحقائق ليخدموا بها أهواءهم.

قلت: ما أكثر الظلمة بهذا.

قال: أجل.. فكل من تعدى حده، وتمرد على ربه، وطغا على فطرته كان ظالما..

ولذلك ذكر الله الشرك، واعتبره ظلما عظيما، فقال:﴿ وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)﴾ (لقمان)

وقال:﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)﴾ (السجدة)

لا يمكنني أن أحكي لكم ما رأيت من مشاهد.. لكن أبشعها كان لنفر من الناس، كانوا يتحدثون، ويضحكون، وفجأة وبعد أن غادر أحدهم مجلسهم، راحوا يسرعون إليه، ويغمدون سيوفهم في ظهره.. ثم راحوا يجتمعون على أكله وهم يضحكون.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست