responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 440

فكم شهرةٍ أدت إِلى التعسِ
ربَّها

وألقَتْ عليه البؤسَ وهو ثقيلُ

وماذا تفيدُ الهالعَ القلبِ شهرةٌ

تدقٌ دفوفٌ حولَها وطبولُ

هبوني حياةً لاتروَّعُ بالأسى

وسيان عندي شهرةٌ وخمولُ

احذر.. فعابد الجاه تنهشه السهام من كل الجهات.. فهو في ترقب مستمر لانقلاب أحمر أو أبيض، يأتيه من صديقه أو عدوه، يقض مضجعه بالليل، ويفسد راحته بالنهار.

احذر.. فإن هذا الانقلاب لا بد أن يأتيك، فحركات الشمس وتقلبات الليل والنهار تأبى الثبوت.

لكن الرجل المسكين كان منشغلا بالتصفيقات وبالتحضير لها.. فلم يلتفت لواعظه الذي بحت حنجرته، وهو يعظه بكل أصناف المواعظ.

تركته، وانصرفت إلى الذي كان منشغلا بلباسه عن حقيقته ووظيفته.. فسمعت واعظه يقول له بلسان فصيح: دعك من هذا.. وانشغل بالتحضير للباس الذي قال الله فيه وفي أهله: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾ (الكهف:31)..

لكن المسكين لم ينتبه.. فقد كان تحت تأثير شراب الغفلة..

تركته، وانصرفت إلى الذي كان غافلا في صلاته.. فسمعت واعظه يقرأ عليه قوله تعالى: ﴿ قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)﴾ (الإسراء)، ثم يقول له: هكذا وصف الله أهل العلم من عباده، فارفع همتك لتكون مثلهم.. فلا خير في همتك لا ترفعك إلى مقام أهل العلم.

تركته، وانصرفت إلى الذي كان غافلا عن صيامه.. فسمعت واعظه يقرأ عليه قوله

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست