responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 426

الوجود الذي لا يحوم إمكان العدم حول حضرته، القيوم الذي يقوم بنفسه ويقوم كل موجود به، جبار السموات والأرض، خالق الجماد والحيوان والنبات، المنفرد بالعزة والجبروت، المتوحد بالملك والملكوت، ذو الفضل والجلال، والبهاء والجمال، والقدرة والكمال، الذي تتحير في معرفة جلاله العقول، وتخرس في وصفه الألسنة، الذي كمال معرفة العارفين الاعتراف بالعجز عن معرفته، ومنتهى نبوة الأنبياء الإقرار بالقصور عن وصفه.

قلت: فكيف احتجب كل هذا الجمال عن بصائر الغافلين.. وكيف تاه الخلق في الحب المدنس، وفروا من الحب المدنس؟

قال: سبحان من احتجب عن بصائر العميان غيرة على جماله وجلاله أن يطلع عليه إلا من سبقت له منه الحسني، الذين هم عن نار الحجاب مبعدون، وترك الخاسرين في ظلمات العمى يتيهون وفي مسارح المحسوسات وشهوات البهائم يترددون، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.

بقيت مدة في صحبة محمد يعلمني المحبة وأسرارها، ويشوقني إلى معانيها السامية إلى أن لاح لي سلم نوراني لا يمكن وصفه عرج بي إلى عوالم لا يمكن أن يسطر وصفها في كتاب، فقد وضع بينها وبين الحروف والأصوات كل أنواع الحجاب.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست