responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 421

الصفات.. وهو مثل الصبي الذي علم أنه وإن لم يزعق بأمه فالأم تطلبه، وأنه وإن لم يتعلق بذيل أمه فالأم تحمله، وإن لم يسألها اللبن فالأم تفاتحه وتسقيه.

قلت: وعيت هذا.. فما الأعمال التي يقتضيها التوكل؟

قال: لكل درجة من درجات التوكل ثمراتها الخاصة بها..

قلت: فهل درجة التوكل العليا، والتي يتحول فيها المتوكل بين يدي ربه كالميت بين يدي الغسال، تقتضي السكون المطلق وعدم العمل أو الحركة.

قال: لا.. ذلك حرام في الشرع.. وقد روي أن بعض الزهاد فارق الأمصار وأقام في سفح جبل سبعا، وقال: لا أسأل أحدا شيئا حتى يأتيني ربي برزقي، فقعد سبعا، فكاد يموت ولم يأته رزق. فقال: يا رب إن أحييتنى فأتني برزقي الذي قسمت لي، وإلا فاقبضنى إليك. فأوحى اللّه جل ذكره إليه. وعزتي لا رزقتك حتى تدخل الأمصار وتقعد بين الناس.. فدخل المصر وقعد، فجاء هذا بطعام، وهذا بشراب، فأكل وشرب، وأوجس في نفسه من ذلك، فأوحى اللّه تعالى إليه: أردت أن تذهب حكمتى بزهدك في الدنيا. أما علمت أنى أن أرزق عبدي بأيدي عبادي أحب إلى من أن أرزقه بيد قدرتى.

***

بقيت مدة مع إبراهيم يحدثني عن التوكل، ويدربني عليه إلى أن رأيت سلما من نور لم أكن أراه من قبل، فقلت من غير أن أشعر: ما أجمل هذا السلم.. وما أبهاه.. وما أعظم نوره!

قال: هل رأيته؟

قلت: أجل.. فما أجمله من سلم!

قال: ما دمت قد رأيته، فقد فتح لك - إذن - باب هذه الطبقة.. وقد أذن لك في أن ترقى هذا السلم لتصل إلى الطبقة الأخرى من هذا الجبل المقدس.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست