responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 413

اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]، ثم بين أن صفقتهم رابحة، فقال: ﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]، فليس يحتاج من العلم في الزهد إلا إلى هذا القدر، وهو أن الآخرة خير وأبقى.

قلت: وعيت هذا.. فما الركن الثالث من أركان الزهد؟

قال: العمل الصادر عن حال الزهد.. فكما أن العمل الصادر من عقد البيع هو ترك المبيع، وإخراجه من اليد، وأخذ العوض، فكذلك الزهد يوجب ترك المزهود فيه بالكلية، وهي الدنيا بأسرها مع أسبابها، ومقدماتها، وعلائقها، فيخرج من القلب حبها، ويدخل حب الطاعات، ويخرج من العين واليد ما أخرجه من القلب، ويوظف على اليد والعين وسائر الجوارح وظائف الطاعات.

قلت: إن هذا يتنافى مع ما أرادت به الشريعة من عدم نسيان نصيبنا من الدنيا.. هل تراك نسيت قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]

قال: وهل تراك نسيت قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66] ؟

قلت: ما تعني هذه الآية؟

قال: إنها تعني الزهد في كل شيء حتى في النفس.. فالزاهد هو الذي يسلمها له متى طلبها.

قلت: وإذا لم يطلبها.

قال: الزاهد هو الذي يعتبر كل شيء لله طلبه أو لم يطلبه.. ولذلك يقدمه راضيا مطمئنة به نفسه.

***

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست