وذلك لأن النفاق
هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول أو الفعل، وكل من طلب المنزلة في قلوب الناس فيضطر
إلى النفاق معهم وإلى التظاهر بخصال حميدة هو خال عنها، وذلك هو عين النفاق.
قلنا: عرفنا
الترياق الثالث.. فما الرابع؟
قال زكريا:
أن يملأ قلبه بما ورد في النصوص المقدسة من مدح الخمول وذم الدح..
أما مدح
الخمول، فمما ورد فيه قوله a : (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن
أعطي رضي، وإن لم يعط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش طوبي لعبد أخذ بعنان فرسه في
سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن في الساقة
كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع)[2] وحسبك بهذا الحديث
ثناء على الخاملين.
ومر رجل على
النبي a، فقال لرجل عنده جالس : ( ما رأيك في هذا ؟ ) فقال
: رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع. فسكت رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما رأيك في هذا ؟ ) فقال : يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن
خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)[3]