responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336

فإِن بناها بخيرٍ طابَ مسكنها

وإِن بناها بشرٍ خابَ بانيها

وتقول:

الموتُ ضيفٌ فاستعدَ لهُ

قبلَ النزولِ بأفضلِ العددِ

واعملْ لدارٍ أنتَ جاعلَها

دارِ المقامةِ آخرَ الأمدِ

وحكمة الحكماء تردد مع الإمام علي قوله:

رَأيْتُ الدهرَ مختلفاً يدورُ

فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ

وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً

فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ

إِن اللياليَ للأنامِ مناهلٌ

تُطوُى وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ

فقِصارُهن مع الهُموم طويلةٌ

وطِوالهنَ مع السُّرورِ قصارُ

وتردد مع أسامة بن منقذ:

احذرْ من الدنيا ولا

تغترَّ بالعمرِ القصيرِ

وانظرْ إِلى آثارِ من

صَرَعَتْه منا بالغرورِ

عَمَروا وشادو ما تَرا

هُ من المنازلِ والقصورِ

وتحوَّلوا من بعدِ سُكنا

ها إِلى سُكنى القبورِ

فإذا عرفتم هذا، فاحذروا أن تنظروا إلى قصوركم بعيونكم الفانية، بل انظروا إليها بعين الأزل والأبد، لتروها خرابا يبتني فوق الخراب.

فإن وصلت هذه الرؤية العرفانية إلى محل التحكم في سلوككم منعتكم من أن تذلوا أمام القصور والأبراج، وجعلتكم ترددون ما قال الشاعر:

شادَ الملوكُ قصورَهم وتَحَصَّنوا

عن كُلِّ طالبِ حاجةٍ، أو راغبِ

غالوا بأبوابِ الحديد لعزِّهم

وتنوقوا في قبحِ وجه الحاجبِ

وإِذا تلطفَ للدخولِ إِليهمُ

راجٍ تلقَّوهُ بوعدٍ كاذبِ

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست