responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 304

قلنا: لقد أوقعتنا في الحرج.. فما نفعل فيما اجتمع فيه النفع والضر؟

قال شعيب: خلصوا نفعه من ضرره، وخلصوا ترياقه من سمه.. ولا عليكم أن تستزيدوا منه ما أطقتم.

قلنا: كيف لنا ذلك؟

قال شعيب: في هذا القسم ستتعلمون علوم ذلك.

***

بقيت مدة في هذا القسم أستفيد من شعيب علوم الترفع عن المال.. وعندما أيقنت بأن المال أحقر من أن أبيع بسببه حقيقتي طلب مني، كما طلب من جمع معي فقهوا ما فقهت أن نسير إلى قسم آخر من أقسام تلك المدرسة.

3 ـ الطعام

بعد أن فتح الله علي فتعلمت أسرار الترفع عن ثقل المال سرت إلى القسم الثالث، وكان خاصا بالترفع عن ثقل الطعام، وقد أخبرني ولي الله (يوسف الصديق) أن شيخ هذا القسم ولي من أولياء الله يقال له (عيسى)، وأنه اختار أن يسمى بهذا الاسم لتأثره بسيد الزهاد المسيح عيسى u.. فقد روت النصوص من زهده في الطعام ما لا يطيقه أحد.

وقد تعجبت إذ استقبلني المشرفون على هذا القسم بطعام لذيذ قدموه لي، فقلت لهم ساخرا: لقد حسبت نفسي ستحبس عن الطعام في هذا القسم، فإذا بها تبدأ به.

قال المشرف: عيسى يعلمنا في هذا القسم عدم السكون إلى الطعام، وعدم التثاقل به إلى الأرض، وعدم اختصار الحياة في الطعام.. أما الطعام في نفسه، فهو رزق الله، ورزق الله لا يستطيع عاقل في الدنيا أن يحرمه.

أكلت ذلك الطعام المضمخ بعطر البركة، ثم دخلت القسم، وقد وجدت عيسى يخاطب جمعا من الناس كانوا كلهم قد ابتلوا بالسمنة.. وكأنهم جاءوا إليه ليزهدهم في

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست