responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229

الله لهم ويصلي عليهم إلى أن نهي عن ذلك.

قلت: إن ما ذكرت من النصوص المقدسة يشير إلى الشدة.

قال: فهذا هو السر السادس من أسرار الإنسان.. فلا يكمل الإنسان إلا بتوجيه شدته توجيها صحيحا يتناسب مع الوظيفة التي كلف بها.

قلت: ولكن الذي أعلمه هو أن الإنسان لا يكمل إلا بقمع شدته.

قال: لا يصلح الإنسان بالقمع.. القمع كبت.. والكبت يقهر به الإنسان، ولا يكمل.. وينزل به الإنسان ولا يصعد.

قلت: فكيف يوجه الإنسان شدته لتسير في الطريق الصحيح.

قال: لهذا قصة.. سأحكيها لك.. ومن خلالها تكتشف الطريق.. أو أمارات الطريق.

قلت: يسرني ذلك..

قال: في ذلك اليوم، وبعد أن من الله علي، فعرفت ما ذكرته لك من أسرار في تلك المدينة العجيبة - التي فتح الله لي فيها من علوم الإنسان ما كان منغلقا – سرت، كما تعودت، على غير هدى، إلى أن وجدت رجلا غليظا شديدا، له صوت جهوري قوي، وعضلات مفتولة، وطول فارع..

كان يتكلم إلى نفر من الناس امتلأوا ضعفا حتى لو أن الريح أرادت أن تحملهم لحملتهم.

في البداية.. وعندما رأيته - من بعيد - يتكلم بتلك الشدة والغلظة خلته ظالما مستبدا يفرغ قوته في ضعفهم، وجبروته في لطفهم.. لكني عندما اقتربت منه عن كثب.. وعندما سمعت حديثه إليهم ارتفع عني ذلك الوهم، بل صرت أراه كما أرى الأولياء والقديسين.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست