responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

بذلك لما أوتيه من قدرة عجيبة على الوصول إلى القلوب بمواعظه الرقيقة.

كان أول ما خاطبنا به عند دخولنا عليه قوله: (استحيوا من اللّه حقّ الحياء)[1]

قال رجل منا: (إنّا نستحيي والحمد للّه)

قال: (ليس ذاك، ولكنّ الاستحياء من اللّه حقّ الحياء: أن تحفظ الرّأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدّنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حقّ الحياء)

قلنا: فحدثنا عن الحياء.. فلا يمكن أن يستحيي من لا يعرف الحياء.

قال: الحياء هو تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به.. أو هو انقباض النّفس من شيء وتركه حذرا عن اللّوم فيه.. أو هو ما يبعث على ترك القبح ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحقّ.. أو هو التّرقيّ عن المساوىء خوف الذّمّ.. أو هو انقباض النّفس من شيء حذرا من الملام.

قلنا: فما أنواعه؟

قال: عشرة[2]: حياء جناية، وحياء تقصير، وحياء إجلال، وحياء كرم، وحياء حشمة، وحياء استحقار النّفس، وحياء محبّة، وحياء عبوديّة، وحياء شرف وعزّة، وحياء المستحيي من نفسه.

قلنا: فما حياء الجناية؟

قال: منه حياء آدم عليه السّلام لمّا فرّ هاربا في الجنّة.. فقال اللّه تعالى له: (أفرارا منّي يا آدم؟)، قال: لا يا ربّ.. بل حياء منك.


[1] ما نذكره هنا من الحديث بين قوسين مما رواه الترمذي وقال: غريب، ورواه أحمد والحاكم والبيهقي. وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.

[2] انظر: مدارج السالكين (2/ 272) بتصرف.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست